اعبد ربك ولا تشغل بالك فمن رضي بالقليل منح الكثير

        
     من طبع الإنسان أنه يطمح إلى الأفضل ،  ويسعى إلى امتلاك قدر من الأشياء المادية ، و المعنوية . ففي المسار اليومي له مثلا ، يجتهد في طلب المال ، ويكد من أجله ، بحيث يهب ، وينفق جهدا كبيرا في الحصول علية ، فأصبحت الحياة المادية اليوم ،و للأسف الشديد مبنية على ادخار المال، و يغفل عن المطلوب منه ، وينسى الإنسان في الناحية الأخرى ما أنيط به ، وهو عبادة الله تعالى  .
فقد ذكر أحد الصالحين يسمى أبو الفتح الإسكندري قوله مفادها: " اجتهادك في ما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك ، من الغفلة ...." هذا القول يتضمن ماعلى الإنسان ، وخاصة المسلم القيام به ، فلإنسان يجهد نفسه في أمور لم تطلب منه ، عليه فقط عمل أسباب ذلك الشىء ، ويتوكل على الله . فيما نراه يجري وراء ملذات الدنيا . في المقابل نجده يقصر فيما خلق لأجله ، وهو العبادة . أما رزقه فالله هو الذي يتكفل بإعطاءه ، ويتجلى هذا في قوله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، يتبين من خلال الآية أن الله جل جلاله خلق الإنسان ليعبده ، و يفرده بالوحدانية ، وليس للإفراط في طلب الرزق . و يستفاد مما سبق أن على الإنسان إعادة النظر في مسار حياته ، والذي يفرط في طلب الدنيا ، ولايرضى بما قسمه الله له .
        وجب على الإنسان أن يتحلى بالقناعة ، فمن قنع بالقليل ، الذي كتبه الله تعالى له ، يكون أغنى الناس ؛ لأنه ينعم بالراحة ، والطمأنينة ، اللتان يشعر بهما عند الرضى بما وجد بحوزته . وقد وعد الله تعالي الذي يشكره بالزيادة ، والذي لايشكره بالحرمان ، وذلك من خلال الآية الكريمة التي يقول فيها الحق سبحانه : " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " سورة إبراهيم الآية 8 ، فالله تعالى يميز بين صنف الشاكرين لنعمته ، الذي وعدهم بالزيادة ، والبركة . والصنف الآخر الذي يغفل عن شكر النعمة ، الذي وعدهم بالحرمان ، والعذاب الشديد .
   وعليه فإن الإنسان من واجبه أن يحمد الله تعالى ويشكره حيث كان ، وأينما ولى ؛ لأنه يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة بفضل الحواس و الجوارح ، التي مكنها الله له، فمن عظم نعمه عز وجل أن جعله يتفكر، ويدرك ، وقد ساعده ذلك على الإبداع في جميع المجالات خاصة منها العلمية ، ومما يبين عظم نعمة العقل ما وصل إليه العقل البشري من تكنولوجيا ، وتقدم في وسائل الإتصال. إضافة إلى ذلك تمكنه من الوصول إلى الفضاء ليكتشف بذلك عظمة الخالق .
بقلم بقلم : زكرياء تغيا
ب
      


تعليقات