التذكير و التذكر و النصيحة في الإسلام

ذِكْرٌ...وتَذَكرٌ!
 =================================================
يشهد واقع اليوم اضطرابا على مختلف الأصعدة , يجبرنا على تكيف مساعينا حسب ما يتطلبه , ويضع أمامنا عراقل تحول دون تبليغ الدين الإسلامي بيسر , لذا وجب على الناصح والواعظ , مضاعفة جهده , خاصة مع التطورات التي يشهدها واقعنا الحالي , من تطور في وسائل تهدف إلى إضلال , وإفساد الشباب من جهة , وتخدير عقولهم من جهة أخرى , ونلمس ذلك في تدني المستوى العلمي ,الذي يعد ركيزة أساسية , خاصة في الأقصى الغربي من العالم العربي الإسلامي .
من خلال ذلك, يجب مخاطبة الناس على قدر عقولهم , وعلمهم , وكما قال القائل : " لكل مقام مقال " ؛ أي لكل فئة نوع من الخطاب الذي يناسبها , لذا وجب إعادة النظر في الوسائل المعهودة التي نعتمدها , وعلينا أن  نكيف هذه الأخيرة مع ما تتطلبه المرحلة الراهنة , في حين نجد أن الوسائل السلبية تشهد تطورا ملفتا للنظر . بالتالي على الداعي إذن أن يغير من أسلوبه , وطريقة خطابه و بأن يستدعي آليات عمل جديدة , تخوله تبليغ حمولته الدعوية  إلى العامة , بمرونة وسلاسة .
وتبعا لذلك فالإنسان المسلم مستخلف في الأرض , عليه أن يبلغ رسالة الإسلام , كما فعل الأنبياء المرسلون من قبل, إلى العالمين . بالتالي عليه أن يسخر مجموعة من الآليات , والطرق الناجعة المستحدثة , ومن ضمنها وسائل التواصل الإجتماعي التي تشهد إقبال جميع الفئات الإجتماعية , وتعتبر محط تواصل رئسية , يجب استخدامها كواسطة دعوية مع أي إنسان على اختلاف موطنه , ولغته , وباعتبار الشباب وجهة , وقوة اجتماعية , فإن عولمة اليوم تسلط عليه الضوء , وتستهدفه , وتعمل على إضلاله عن الطريق السوي , و الفطرة السليمة التي فطره الله تعالى عليها . فمديري هذه الوسائل ينطلقون من الشباب , لتمرير انتقاداتهم , ورسائلهم . إذن على الداعي , وإن وصل الوعي لديهم إلى أدنى حده , ان يذكر ويعظ , ويسعى إلى إنقاذ أعمدة المجتمع , وشباب الأمة .
 إن الداعي للحق , الهادي إلى الطريق الصحيح , يجب أن يعلم , أن الإسلام فطرة مبثوثة في نفوس العباد , وهذا ما نلمسه في مجتمعاتنا , رغم كون الشخص , يخالف ما أمر الله به , فإنه حين يسمع وعظا , وإرشادا, ينقاد له . وبذلك يحترم من يعمل به , وذلك راجع إل الفطرة الصافية النقية ؛ التي جبل عليها في صغره . إذن عليه أن يهيج فقط الفطرة لديه , و يحركها في نفسيته ,  ذلك أن المسلم عادة ما ينسى , ويغفل عن مجموعة من الأمور , التى طلبت منه , وتجده ينصاع إلى أمور دنيوية لا فائدة ترجى فيها , يجري وراء ملذات الدنيا , إلا إذا ما جاء أخوه المسلم يذكره , وينبهه ؛ لتصحيح المسار الذي يسير عليه.
الداعي للحق يجب أن يكون حكيما , وان يرسل خطابة بمرونة , بأن ييسرلا أن يعسر , وأن لا يشدد في تواصله , لقوله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " من خلال هذه الآية يتبن الظوابط التي يجب أن تتوفر في الواعظ , وهي حكمة التبليغ , إسداء النصيحة من غير الإكراه على فعل الشيء، وأن تتواصل بكلام حسن , وهذه من ميزات الداعي المربى , الذي يتمتع بسمت حسن في الملبس ، و حسن المعاملة ، من هنا تيسر لديه طرق الدعوة . وتعتبر الدعوة بالحال هي الأنجع لدعوة أي شخص ، لأن الإنسان بطبعة كل ما يراه بشكل معتاد ويعتبره جيدا يعمل به .
ونخلص إلى أن الإنسان مجبول على النسيان والخطأ ، لذا وجب التذكير ، وإسداء النصيحة له . وهذا لا يتأتى إلا بوجود رهط من الناس يتناصحون في ما بينهم، يتآمرون بالمعروف ، ويتناهون عن المنكر،  وتجمعهم المودة ، والرحمة ، والأخوة .

بقلم : الطالب الباحث زكرياء تغيا





































,



















تعليقات